مقالات واراء

مازال في ذاكرتي

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / كواعب أحمد البراهمي
هذا المقال مهدي إلي كل مدرس ومدرسة ’ إلي أصحاب الرسالة السامية ,إلي كل معلم ومعلمة .
سوف أتحدث عن موضوعين وأهديهما لكما , لتعلموا أن وجود المدرس أو المعلم وأثره في حياة الإنسان كبيرا جدا وقد يمتد لآخر عمره .
ولا ينسي أبدا التلميذ والطالب مدرسه الذي عامله بلطف أو عامله بقسوة . وأن المعلم يؤثر في النفس تأثيرا قويا .وأن طريقة شرح المدرس للدرس هي التي تجعل التلميذ يحب المادة أو ينفر منها .
لذا بغض النظر عن الراتب وبغض النظر عن كثرة عدد التلاميذ بالفصول , وبغض النظرعن تدني المستوي الأخلاقي لبعض التلاميذ كونوا أنتم مصباح النور , وكونوا أنتم طريق الهداية , وكونوا أنتم المشجعون والصانعون للمستقبل .
وقصتي هذه عن أثنين من المدرسين الذين درسوا لي , فعندما كنت في الصف الخامس وكان مقررا علينا مادة الدراسات الإجتماعية ( التاريخ والجغرافيا ) وكنت أكره تلك المادة كراهية شديدة جدا جدا وذلك لأن الأستاذ محمد الله يرحمه كان يشرح لنا وكأننا طلاب بالثانوي أو الجامعة وكان يمشي بالفصل جيئة وذهابا موازيا للسبورة وهو يتحدث وكان يذكر الباب العالي والأستانة وأسطانبول وكنت لا أجد بالكتاب الباب العالي ولا الإستانة ولا أفهم ما يقول ولم نكن نسأله فقد كان شخص ذو هيبه وكنا أطفال , والجغرافيا حاولت قدر إستطاعتي أن أقتنع أن الأرض كرة ولم أفهم لأنه لم يكن لدينا بالمدرسة الكرة الأرضية , التي رأيتها بعد ذلك في المدرسة الإعدادية وكان الشرح بالفصل عبارة عن كلام – كلام .
وأصبحت أنطر لخطواته ولا أهتم لما يقول وكان ما يلفت نظري ساعتها أن حذاؤه يلمع دوما رغم أن نجع حمادي لم يكن بها شوارع مرصوفة غير شارع المحطة الرئيسي .
ولفت نظري أنه يهتم بمظهره جدا فقد كان يرتدي البدلة ورباط العنق صيفا وشتاءا 00 وكذلك عرفت فيما بعد أن ملمع الأحذيه كان يجلس خارج المرسة صباح كل يوم ) .
المهم أنني نجحت وكنت الأولي علي المرسة لأنني حفظت المواد الإجتماعية علي هيئة سؤال وجواب دون فهم . ولكن ذلك لم يجعلني أكره الأستاذ محمد – رغم كرهي الشديد للمواد الإجتماعية .
وذلك لأنه حدث منه موقف يجعلني أذكره ما حييت وكلما تذكرت هذا الموقف دعوت له بالرحمه .
فعندما توفي أبي وعدنا من قريتنا وذهبت للمدرسة بعد غياب خمسة عشر يوما .
أرسلت لي مديرة المدرسة ودخلت حجرتها وكان بها بعض المدرسات والمدرسين وواستني وواساني الموجودون بكلمات لا أذكرها .
ولكن أذكر جيدا أن أستاذ محمد ربت علي ظهري وقال لي بكلمات تخنقها العبرات ( بس يابابا – بس يا بابا – ربنا يرحمه – وقدم لي منديله القماش لأمسح دموعي ) .
وشعرت أنه مثل عمي أو خالي أو أحد من عائلتي . وبالرغم أنني لم ألتق به بعد إنتهاء الدراسة إلا أن ذلك الموقف مطبوع في ذاكرتي ولن أنساه .
ثم أنتقلنا إلي المرحلة الإعدادية وكانت تدرس لنا مدرسة شابة من وجه بحري مغتربة المواد الإجتماعية ,. وكنت أيضا أعتبر أن المواد الإجتماعية من المواد التي تحفظ وفقط ولذلك أكرهها .
ولكن في الصف الثالث الإعدادي جاءت لنا الأبلة سميرة , وكانت تتحرك داخل الفصل وتنظر إلي كل تلميذة وتخاطبنا كلنا وتسألنا وتعمل معنا حوار وتقول لنا بصوا يا بنات حدث كذا , وكانت تبتسم أحيانا وتضحك معنا وبالرغم من أنها كانت شديدة وصعبة في العقاب إذا حدث إهمال لكنها كانت تسألنا كثيرا ودون عقاب لمن لا تعرف .
وكانت تشرح المادة وكأنها حدوته ومن لا تعرف شيئا تسألها فتقول من ترد عليها يا بنات وإذا ردت التي أجابت خطأ صححت هي المعلومة .
ومما أذكره أيضا أنني حصلت علي النهائية في الإعدادية في الهندسة والجبر والعلوم والتاريخ والجغرافيا بالرغم أنني أخترت في الجغرافيا سؤال رسم الخريطة .
لم أكن أتوقع يوما أن أحصل علي النهائية في المواد الإجتماعية وكذلك في الصف الأول الثانوي . ثم بعد ذلك تخصصت علمي .
ولكن كنت كلما أري أبلة سميرة أذهب لأسلم عليها , وكنت أحبها حبا شديدا ولا زلت . وظللت أسأل عنها كثيرا وأريد أن أراها وأسلم عليها , فقد تركت مدينتنا وعادت واسرتها لبلدها وإلي الآن اتمني رؤيتها .
لقد تركت بداخلي حبا لها وللمادة , وتركت بداخلي إنطباعا جميلا .
الخلاصة لو علم المعلم والمعلمة ماذا يكون هو بالنسبة للتلميذ والطالب لأهتم بكل كبيرة وصغيرة , وأهتم حتي بسلوكياته الشخصية في الفصل وفي المدرسة .
كثير جدا من التلاميذ والطلاب يقلدون مدرسيهم في تصرفاتهم , إلي أن يكون لهم شخصيتهم المستقلة والتي تتكون من عوامل كثيبرة جدا مجتمعة وعلي رأسها ما تعلمه وماشاهده الشخص في طفولته وفي فترة دراسته من مدرسين وزملاء .
وأذكر بيتا جمبلا كنا نردده – قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى